عراقجي ندعم حزب الله... ولا نتدخّل في قراراته محمد خواجوئي الجمعة 8 آب 2025 طهران لم تنحصر تردّدات قرار حكومة الرئيس
عراقجي: ندعم حزب الله... ولا نتدخّل في قراراته
محمد خواجوئي
الجمعة 8 آب 2025
طهران | لم تنحصر تردّدات قرار حكومة الرئيس نواف سلام حول سلاح حزب الله، في لبنان وحده فحسب، لتبلغ تردّداته الإقليم، ولا سيما إيران. وكان الموقف الأبرز صدر عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي زار بيروت قبل نحو شهرين والتقى نظيره اللبناني يوسف رجّي.
وقال عراقجي إنها «ليست المرة الأولى التي يتم فيها السعي لنزع سلاح حزب الله وتعطيل سلاح المقاومة»، معتبراً أن السبب «واضح وهو أن الطرف الآخر شاهد على أرض الواقع قوة سلاح المقاومة والأثر الذي يمكن أن يتركه في معادلات الميدان». ورأى عراقجي، في لقاء مع التلفزيون الإيراني: «الآن، حيث يتخيّلون أن حزب الله تلقّى خلال الاشتباكات الأخيرة ضربات، يظنون أن الفرصة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة قد حانت لدفع حزب الله نحو تجريده من سلاحه.
إلا أن الموقف الذي اتخذه أمينه العام والبيان الذي صدر، يدلّان بوضوح على أن حزب الله، سيصمد بالكامل في وجه هذه الخطة». ولفت عراقجي إلى أن «حزب الله أعاد بناء قدراته بعد الضربات التي لحقت به في الحرب، ونظّم قواته وقام بإحلال القادة اللازمين. إن هذه المجموعة تتمتع بالقدرات الكافية للدفاع عن نفسها».
وقال عراقجي إن «أي قرار في هذا الشأن سيعود في نهاية المطاف إلى حزب الله. ونحن ندعمه عن بعد، لكننا لا نتدخّل في قراراته».
في سياق متصل، وصف نائب الشؤون التنسيقية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد إيرج مسجدي، سيناريو نزع سلاح حزب الله في لبنان، بأنه «خطة فاشلة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني»، معتبراً أنهم «يسعون إلى نزع سلاح المقاومة في لبنان، لكنهم سيحملون هذه الأمنية إلى القبر».
كان لموضوع الضغوط الهادفة لتجريد حزب الله من السلاح، صدى واسع في الإعلام الإيراني
في المقابل، ردّ وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي على إيران في بيان اعتبر فيه أن نظيره الإيراني عباس عراقجي تناول في تصريحاته الأخيرة «مسائل لبنانية داخلية لا تعني الجمهورية الإسلامية بأي شكل من الأشكال»، مشدّداً على أنها «مرفوضة ومُدانة وتُشكّل مساساً بسيادة لبنان ووحدته واستقراره، وتُعدُّ تدخلاً في شؤونه الداخلية وقراراته السيادية».
وإذ أشار إلى أن «العلاقات بين الدول لا تُبنى إلّا على أساس الاحترام المتبادل والندّية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام الكامل بقرارات المؤسسات الدستورية الشرعية»، أكّد رجي أنه «من غير المقبول على الإطلاق أن تُوظَّف هذه العلاقات لتشجيع أو دعم أطراف داخلية خارج إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها وعلى حسابها».
وكان لموضوع الضغوط الهادفة لتجريد حزب الله من سلاحه، صدى واسع في الإعلام الإيراني، أيضاً. فاعتبرت وكالة أنباء «تسنيم» القريبة من الحرس الثوري، أن «الضغوط تصبّ في خانة خطة الشرق الأوسط الجديد، وتقويض محور المقاومة، ولا سيما حزب الله، وهي خطة مشتركة للكيان الإسرائيلي وأميركا». وأضافت: «في الوقت الذي تواصل فيه تل أبيب خرق وقف إطلاق النار والاحتلال في جنوب لبنان، فإن نزع سلاح حزب الله، غير منطقي في منظور المقاومة وأنصارها ويعني إضعاف القدرة الدفاعية للبنان».
بدورها، وضعت صحيفة «فرهيختكان»، قرار الحكومة اللبنانية بـ«منزلة إطلاق النار على أمن لبنان»، مشيرةً إلى أن «الإدارة الأميركية ولبثّ الخلافات والفتنة الداخلية أولاً، ولجهة إضفاء الشرعية والتمهيد لهجمات الكيان الصهيوني ثانياً، بحاجة إلى قرار الحكومة اللبنانية بضرورة تجريد المقاومة من السلاح».
واعتبرت الصحيفة أن «تتخذ الحكومة قراراً ضد المقاومة، وتتحرك باتجاه وضعه موضع التطبيق، فإن صراعاً داخلياً سينشب، لكن إن أصدرت الحكومة بياناً بنزع السلاح فقط، ولم تتخذ إجراء فعلياً بهذا الخصوص، فإن هذا القرار سيمنح بحد ذاته، الشرعية للكيان الصهيوني، لشنّ هجوم ثان على لبنان تحت ذريعة بيان الحكومة».
أما صحيفة «جام جم» الرسمية، فرأت أن «أي تقليص للقوة العسكرية لحزب الله، يساوي تحويل لبنان إلى سوريا أخرى، أي نموذج لحكومة ضعيفة غير قادرة على الدفاع عن نفسها أمام اللاعبين الإقليميين».
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها